لأنه حان الوقت .
فالساعة الثانية ظهرا من يوم الجمعة كانت كالحلقة التي لاتترك المجال لمسافة تفصل بين روح و روح .
فأنت قد أتممتها بآخر حلقة جمعتنا حول فراشك . كفراش النور . و كالنور رحلت !
أنطفأ النور الذي كانت تتبعه الملائكة حتى مصلاك . وعم الظلام . واختفى ظلالنا .
لأنه حان الوقت .
وأنا لم أدرك حتى كيف للجمع ان تستمر بلا صوتك الذي كان يخفت رويدا روويدا جمعة عن جمعة و نحن لانشعر حتى اختفى .
بلا عطرك الذي يشهد على مرورك حتى و ان لم أرك .
بلا المكان الفارغ الذي نتركه فارغا و نتراص حوله حتى تعود .
بلا شاشة التلفاز الذي تعلق عليه بصرك حتى تنتهي صلوات الجمعة من مساجد لم تحضرها .
بلا هزت فنجالك . ب بس !
لأنه حان الوقت .
تشبعنا بتفاصيلك حتى الثمالة . و أفقنا ونحن لم نعرف للأسف كيف لنا ان نصبح نماذج صغيرة لك .
كنا نراك هالة . لا نعرف لها حدود و لا ملامح . هالة وكفى ! .. وكنا نجوم . و أنطفأت الهالة . أين النجوم ؟
لأنه حان الوقت .
فكل جمعي بعدك بلا جمع .
و كل جمع بلاك بلا جماعة .
وكل جماعة بدونك أفراد فقط .