الخميس، 22 ديسمبر 2011


..وما تزال هناك أشياء تنتظرك لتختبرها لأول مرة..
مازالت هناك مشاعر جديدة لم تمر عليك بعد ..

أول سيارة من مرتب عملك..

فرحة زواجك .. وشريكة حياتك..

شعور الأبوة.. وأول مولود..

أول بيت تمتلكه..
أول حفيد..
أرأيت ..؟!

مازالت الحياة أمامك..
لحظات كهذه .. هـــــي ماتجعل الحياة تستحق عيشها..
تخيل أنك تنام الليلة وأنت تعلم أنك لن تصمد إلى أن يمر عليك
شعور جديد أو أمل أو ترقب في حياتك القادمة..
فما فائدة الاستيقاظ على يوم جديد..إن لم يكن هناك أمل أو ترقب..
بطريقة أو بأخرى .. المجهول هو مايبقيك حياً.. منتظراً .. متحمساً
.. متفائلاً


والمجهول الأكثر سحراً.. يوم لا تعلم كيف ستكون نهايتك.. كيف
ستنتهي رحلتك
من يعلم هذا الشئ بالذات.. فهو ميت منذ اللحظة التي علمه بها..؟!

من رواية
” مَـهَـــــلْ “
لـــ د. سعود الشعلان

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

محتاجه هي لـ بسمة و شآآآل



تعودت على صوتها مرتفع فلمّا انخفض علمت ان في جوفها عناء لايعبر عنه الحديث  , كما لو انها كانت آنية فارغة فانكتم ضجيجها بما مُلئت  .. كل مرة اخطو في وسط منزلهم يبادرني صوتها غالبا في صيغة الامر " تحرره من الحدة قليلا .. ثم تكيل لنا عبارات الترحيب , انتبهت وانا اضحك بصوت عال ان الهدوء يكسي باحة المنزل .. تكسره قرعات خطواتي ويقدمني "هو" الى موطن الدفء ورائحة الحطب .. يتمسر قليلا على الباب ويلتفت اليّ ونظرته لا تزال هناك " أميّ نايمة " .. " يمــــه .. يمـــــــه" . ويتنحنح كما الرجال ولا صوت يرتدّ . وانا احاول استراق السمع الا اني عجزت , تصورت الموقف .. هاهي تراه كما سبقه والده , ابنها الاكبر متعطرا بـ "كلمات" التي تعشق , والتي لا تزال تسنده على رف بجانبها ..
كعادتي اخشى اي مواجهة تجبرني على "الطبطبة" على المنفعلين , فانا فاشلة واعترف في هذه المواقف ولا اجيد الا سكب الدموع مع من اعرف ولا اعرف ! واعتقد انهُ مثلي .. لانه اكتفى بتقبيل يدها و لم يرفع عينه من الارض .. هل كان خجولا من امه لـِ فعل ابيه .!
انسحبت بهدوء و ما انتعلته يفضح خطواتي التي كانت متسمرة لـ دقائق , تعذرت بعذر واهـٍ لاتركه يمتص صدمة اليوم .. فـ قلبه الصافي كالمرءآة يؤهله لذلك بكل جداره , روحه المزوح .. وابتسامته الدائمة وعيناه التي لاتفارق عيني حين حديث تجعلني اتلو عليه المصائب احيانا وكأنها حلقة في مسلسلنا المفضل , يحمل عني الشعور ويعيشه كما لو انه انا .. و أمه بذلك احق !

وحين انزاح عن كتفيها بضع ماتحمل , دخلت علي بكفوف كالثلج , ومجاري دمع تشق وجهها من كحل سابق
هكذا يفعل الرجال , يمتصون الانثى و كأن ليس بعدها بعد , ومن ثم يأتي البعد عندما تفوتها الفرص وتحطها الركاب .. اشعر انها استهلكت عمرها , اقارن بين وجهها و وجه نساء في عمرها .. كأنها تخطتهم بعشرين سنة او اكثر ..


رسالة منه , اعادت الزهر الى وجهها الذابل .. رسالة لم تحمل سوى جملتين اسعدتها , فـ القدرة على ا سعادتها بمتناول يده حتى لو انه اقدم على مانوى .. كان يستطيع ان يجعل الوقع اخف ..

يا رب كن بعون النساء واجبر كسر قلوبهم وعوضهم خير مما آتيهم و ذاقوه و خطفه السارقون .. اللهم لا تعلقني بأحد من خلقك كما علقتها , واجعلني اقيم لكل من يستحق حقه لا ازيد , فـ بعدها علمت ان الزيادة عند اغلب الرجال تحدهم على النقص .
لأول مرة " اكره الزواج بـ ثانية و ثالثة و رآبعة ...

الأحد، 11 ديسمبر 2011


واصيحُ "
ياربَّ الفلق

امَّن يجيب دعاء المضطر في حَال الغرق"

انا في اضطرارِ الغَارقين

في ظلمتي موج الغسق

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011





- الجلوس خارجا على السلم المفضي على ساحة منزلنا الداخلية يجلب التشاؤم , ابي يحذرنا دوما من الجلوس هناك ويبرر ذلك ان المكان هو طريق الشياطين , وانا اعرف التبرير جيداااا ... ابي يتذكر اخوتي مصطفين ينتظرون دخوله بنبأ وفاة والدتي .. يتذكر الاعين التي تبرق و تعصف بالاسئلة . بات يرى في كل جلوس على ضفة ايحاء يشبه الجلوس في الخط الفاصل بين الظلال و الشمس .
وانا جالسة انتظر ان تاتي زوجته بقدم محكمة الغلق وانا من يساعدها على المشي ويضعها على السرير بعد ان اسندته لها في زاوية الغرفة الزرقاء الذي يتناوب على سكنها المرضى وعابري  السبيل , اساعدها واستشعر شي افتقده .. ياربًّ أمي .

مضطرة ادخل غرفة ابي التي تعج برائحة الزعفران ممزوجة بدهن العود وعطر رخيص لايزال ابي يصر على رشه على فراشه قبل ان يتوسد ارقه , يآالله .. لماذا لايُفتح لي هذا الباب الا في احلك الظروف , لماذا المرور امام غرفة ابي وباباها مفتوحا يمثل لي اقتحام الخلوة حتى وانا اركز انظر الى المسعى الاخير , لماذا اشعر ان الغرفة تطردني وتصيح بي : اخرجي انتِ من بقي من الجمع يخنقني !

افكر وانا احمل الوسادتين للمقر الجديد .. هل كان ابي سيجعل في غرفته سريرا مفردا لأمي كما  يفعل الآن لزوجته !


- كيف ترديني ان احضر وهالتي السواد تفضحني حتى ان سؤالك اليومي اصبح كالنشيد الوطني الذي اردد اجابته بكل رتابه وبدون ان  تلتقي اعيننا , انه اليقين .. حين انشد بقناعة تامة لن يراودني الشكّ األمعت حذائي ام لا .
لم يعد شي يغريني بالمجئ , ولا الاستيقاظ في الصباح الذي كنت اعشق .. حتى ان الاطفال اصبحوا بعيني مخلوقات صغيرة لا تكف عن الطنين .., وخلال شهر مضى .. لم ارتاد جنة الملائكة الا اربع ايام فقط , فـ حين تدق الرابعة اشعر بإبليس الرجيم يجثو فوق صدري استعيذ منه فتنهمر دموعي بلاسبب ارتدي مافوق المقعد من البارحة , قميص باهت مهمل , وحذاء لم استبدله بآخر منذ ان بداية السنة و ااتكور في ظلام زاوية صوفة الصالة . اغفو في افضل الاحيان , وانشج احيانا .. واغيب عن الوجود غالبا . ولا افتح عيني الا على مضيّ الوقت اللازم للتواجد فاستسلم للغياب الذي لا اجد له تبرير .
رغم ان اوراقي مصفوفة بعناية الا اني لم اعد اجيد توزيعها ابد .
رحماك ياربّ , اشعر اني افقدني .. احب عملي جدا كما لا تعلم .. لحدّ العشق , لماذا هناك حائل شفاف لا يراه الا انا يحول بيني وبين الصباح الملائكي . ماذا سأصنع بكل الوقت الذي سيمر بدونهم .. بلا انجاز .. بلا علم  سيصلني نفعه حتى يوم الدين .. ماذا افعل بطاقة لا اعلم اين اوجهها او لمن , يالله ... اعدني كما انا .


يحبنا الله لـ ذا , يبعدنا عن ما نحب لان اقترابنا منه لن يزدنا الا حسرة و الم .. ولا ازال البي النداءات الوجهة في الكون باشارات قد لايفقهها الآخرون , فالصلاة هي من أبعدني عن تلك الهوة حين أذن المؤذن ..





تمر بك ايام تشعر فيها بأن كل شئ يثقل صدرك
الذين يحبونك والذين يكرهونك
والذين يعرفونك
و الذين لا يعرفونك

تشعر بالحاجة الى ان تكون وحيدآ كـ غيمة
ان تعيد النظر بأشياء كثيرة
ان تعود الى ذاتك مشتاقا لتنبشها و تواجهها بعد طول هجر

ان تفجر كل القنابل الموقوتة التي تسكنك *

غادة السمان

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

ابي نفسي :_(



عن ماذا اخبرك وانا منذ زمن لم احكي لك ماجرى ويجري , اشعر ان الحديث مُجهد كـ انك مجبرا تجتر لقمة مرة , تلوكها جيدا لانها لم تثمر ماكنت تناولتها لأجله .
مرااارا في اليوم اجول هنا , امرعلى التعليقين الاوحدين .. و تتوقف يدي , وتبقى صفحتي كاليتيم في يوم عيد منسية في قاع شريط المهام . واغلقها بعد ان يمل مني العم قوقل و يعلن ان الوقت لم يعد متسعا للنوم او اليقضة او حتى البقاء بعينين ساهيتين تقرأ كل حرف ولا تفقه منه شئ .
كنت في وقت مضى انقلب على جانبي الايمن واعطي الحياة ظهرري و اغرق في الاحلام كـ من نسي انه على حافة العميق . واعود التفت عند الفجر بعد الساعتين التي قضيتها في التعرق البارد والشاشة مفتوحة على مصراعيها ازاول العيش والكذب ببراءة ثم اتجه الى اسفل السرير الذي جعلته بمثابة الشماعة معلقة عليه الاناقة التي عزمت ان ارتديها , اخط الكحل باحتراف .. ثم انتظر اذاناً يُشبه صوت الدغريري الحزين .
أصلي بثقة .. اقرأ اذكاري التي حفظتها بلا وعي من فم رجل كهل و امراه عجوز , اتجه الى الرف المكتظ بالعطور ’ واتذكر اذاعة القران التي لاينفك عنها ابا معتصم فادفن القنينة في حقيبتي التي اخترتها  بذائقة فاشونية .


انا الاآآن لا اشبه ماكنت ,
سـ اعود بعد ان اعرف من انا ...!


تُصيبنا الحياة احيانا بالجفاف .. تشيح بنا عن جانبها الاخر الملون ..
احيانا كل مانحتاجه , ان يتذكرنا الذين نحبهم بشئ يجعلنا نورق من جديد ..

تذكروهم , لربما نال منهم الجفاف الآن .