الجمعة، 16 ديسمبر 2011

محتاجه هي لـ بسمة و شآآآل



تعودت على صوتها مرتفع فلمّا انخفض علمت ان في جوفها عناء لايعبر عنه الحديث  , كما لو انها كانت آنية فارغة فانكتم ضجيجها بما مُلئت  .. كل مرة اخطو في وسط منزلهم يبادرني صوتها غالبا في صيغة الامر " تحرره من الحدة قليلا .. ثم تكيل لنا عبارات الترحيب , انتبهت وانا اضحك بصوت عال ان الهدوء يكسي باحة المنزل .. تكسره قرعات خطواتي ويقدمني "هو" الى موطن الدفء ورائحة الحطب .. يتمسر قليلا على الباب ويلتفت اليّ ونظرته لا تزال هناك " أميّ نايمة " .. " يمــــه .. يمـــــــه" . ويتنحنح كما الرجال ولا صوت يرتدّ . وانا احاول استراق السمع الا اني عجزت , تصورت الموقف .. هاهي تراه كما سبقه والده , ابنها الاكبر متعطرا بـ "كلمات" التي تعشق , والتي لا تزال تسنده على رف بجانبها ..
كعادتي اخشى اي مواجهة تجبرني على "الطبطبة" على المنفعلين , فانا فاشلة واعترف في هذه المواقف ولا اجيد الا سكب الدموع مع من اعرف ولا اعرف ! واعتقد انهُ مثلي .. لانه اكتفى بتقبيل يدها و لم يرفع عينه من الارض .. هل كان خجولا من امه لـِ فعل ابيه .!
انسحبت بهدوء و ما انتعلته يفضح خطواتي التي كانت متسمرة لـ دقائق , تعذرت بعذر واهـٍ لاتركه يمتص صدمة اليوم .. فـ قلبه الصافي كالمرءآة يؤهله لذلك بكل جداره , روحه المزوح .. وابتسامته الدائمة وعيناه التي لاتفارق عيني حين حديث تجعلني اتلو عليه المصائب احيانا وكأنها حلقة في مسلسلنا المفضل , يحمل عني الشعور ويعيشه كما لو انه انا .. و أمه بذلك احق !

وحين انزاح عن كتفيها بضع ماتحمل , دخلت علي بكفوف كالثلج , ومجاري دمع تشق وجهها من كحل سابق
هكذا يفعل الرجال , يمتصون الانثى و كأن ليس بعدها بعد , ومن ثم يأتي البعد عندما تفوتها الفرص وتحطها الركاب .. اشعر انها استهلكت عمرها , اقارن بين وجهها و وجه نساء في عمرها .. كأنها تخطتهم بعشرين سنة او اكثر ..


رسالة منه , اعادت الزهر الى وجهها الذابل .. رسالة لم تحمل سوى جملتين اسعدتها , فـ القدرة على ا سعادتها بمتناول يده حتى لو انه اقدم على مانوى .. كان يستطيع ان يجعل الوقع اخف ..

يا رب كن بعون النساء واجبر كسر قلوبهم وعوضهم خير مما آتيهم و ذاقوه و خطفه السارقون .. اللهم لا تعلقني بأحد من خلقك كما علقتها , واجعلني اقيم لكل من يستحق حقه لا ازيد , فـ بعدها علمت ان الزيادة عند اغلب الرجال تحدهم على النقص .
لأول مرة " اكره الزواج بـ ثانية و ثالثة و رآبعة ...

هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم أجبر قلبها وصبرها .. وكن في عون كل أنثى مثلها

    ردحذف
  2. بتدوينتك يتأكد لي طبع الرجال !
    يحدث كثيرا أن يتزوج الرجل بعد زواج ابنته أو ابنه بأسابيع أو أشهر لتموت فرحتها وينقلب لون فرحها الأبيض للأسود .!
    لا اعتراض على شرع الله لكن قلب الأنثى مرهف وإن امتد به العمر .
    اكتبيني واحدة انكوت بنار دموع أمها وجعا وألما وحزنا بعد زواجه .!
    الحمد لله أبدا .

    كان الله في عونها .

    ردحذف
  3. :( قد تكون انانية الرجل هي ما نحكم افعاله..

    ربي اجعل الصبر طريقها والنور رفيقها
    واجعل من اطفالها سندا لها ..

    ردحذف