الخميس، 14 أبريل 2011


أحياناً أحمد الله أن وسائل التواصل الكتابية تحجب وجوهنا، و أصواتنا عمن نحادثهم !
لا أحد يريد أن يعرف صاحبه أنه مرّ بنوبة بكاء مفاجئة مثلاً !
                             تقنية تجعلنا بعد ذلك، نتحدث عن أشياء أخرى
              دون أن ينتبة أحد لنبرة صوتنا المرتعشة، أو أعيننا المنتفخة الحمراء .

* ريما الشمسان


واتنبه من نومي على جسدي ينكشف , أنا المعتادة على مدارة كل بقعة ضوء تشير اليّ ..   لادفنها من جديد في لحاف أبطنه بعطرك المفضل كي أشعر بما يحلو لي .

انظر للخلف كما نحن دائما عندما نخطأ أو نهمّ بالخطأ لارى مكانا خاليا لاول مرة من سنوات , إنه عبث المنام فقط .. امعن النظر في وسط سريرك الفوضوي , لأرى وسادتك مثلي تبحث عن رأسك .


أزعم دائما اني أريد هذا الشعور بعنف , أريده كما أريد الراحة بعد مسير طويل .. لكن غيابك المفاجئ كان كالشلل الذي داهم أطرافي ..

أرى أواخر ليلتي قبل السقوط , محمولين تصدر من احدهم حروف تمثل الموسيقى , والآخر قد توقف على لقطة من فلم لم أكمله , وسماعة معلقة على جانب هاتفي ملتفة حول جسدي .. وأنا لينة او كما يحلو لك ان تسمعي مني "وعه" .. تنتقدين عيوبي دائما ولغتي الطفولية التي لا اتصنع نطقها انما من عاشر القوم , واراك على غفلة  تتفنين في نطقها كي تعتادها شفتيك الستينية قلبا , والعشرينية قالبا ..!

تعايرينني بلعبي و تصرين ان ابقيها في معزل عنك ليلا , وتحمدين الله وتعقبين حمدك بتمتمة " مدري متى بتكبرين " وارد عليك وكأني أحكي لشخص في لوح مفاتيح محمولي دافنة رأسي في الشاشة "مدري متى بتصغرين" ..


افتقدتك , افتقدت عينيك الكبيرتين جدآ التي اشعر بها تتلصص علي , وصوت البكاء الذي يصدره محمولك الذي لاتستخدميه الا كتلفاز متنقل لمشاهدة ما يفوتك من حلقات مسلسل خليجي او درامآ تركية ..

افتقدت لفتتي اليك " ابي علك " وكل مرة ردك " مامعي" لتريني ارفع القنينة وأهم بـ واحد لترحميني , وفي كل مرة تلقميني حلوى النعناع تهدديني "تراها آخر حبة" , لتأتي ليلة أخرى وتكون كأختها "آخر حبة " ...!


اففتقد جسدي سترك , حينما كنتي تلحين علي أن لا انام وشعري يقطر ماء , وإصراري على انه يبدو أجمل وانا استيقظ موجوعة الرأس , وانت تلومين " ماقلت لك " ..

دامعة العينين , أجاهد ان لاتعلو على حديثي شهقة تتحين الفرصة لتطفو على سطح حديثي المتصنع  , وانا جيدة في مثل هذه ا لموآقف .. موهوبة في فصاحة وبلاغة اللسان بعيدآ عن كل مصدر وجع , أتحدث عن كل شئ وأي شئ .. حتى ان الطرف الآخر يطلب مني التريث حتى لا تتضارب الحروف في أناملي , ولايقاطعني الا بالقهقه و

" أووووص " فضحتينا ..!

لا اتذكر بماذا اختتمنت ليلتي , لكني اذكر بداية النهاية  في سعينا اللحوح على التواجد سويا في فلك واحد , وكأن كل الوسائل تضامنت مع غيابك فاقتفت أثرك ,

وبعد .. اتحجج بمغادرة غرفةٍ لايزال يستوطنها عبقك , أتسمر امام المرآة ... أتامل قناع بليد جدآ , أبحث عن فرشاة أسناني وأدعك غير مبالية بلثتي النازفة لتطوول أفعالي فلا أعود لغرفتنا الشاكية .

لا اذكر اني عدت
                                          لكن فزع المنام ذكرني

هناك تعليق واحد:

  1. ماشااء الله كحلوى النعناع انسابت كلماتك مخترقة الوجدان وادعو الله ان يذكرك حلو المنام بالاجمل

    ردحذف