ليست حقيقة الإنْسَــانْ بِمـا يَظْهره لكـ
بلْ بما لايْستَطيع أنْ يظهـره
لذلكْ إذا أردتْ أنْ تَعرفه
فلا تصغي الى مايقولهْ بلْ إلى مالايقوله !!
جُبرانْ خليلْ جُبران
انا على المقعد المتجمد بردآ ’ أحاول ان أُلخص ماتنطقهُ أمل لنقله اليكم .. دورات تدريبة متتالية أُجبرنا على حضورها ’ استراتيجيات مستحلية التطبيق على حيز مدرستنا المتواضع .. و أسس تعلمناها من قبل ان نوقع عقود التدريس , أسرح في أمل والغمازة التي تتوسط خدهآ وأعود لـ ذاك المكان الخانق العاج بالأنفاس و رائحة البطاطس المقلية , طاولة معلومة المكان بأغلب الزمان حجزت لـ "أمل" وبقية جماعتها ..
لآ أعلم لماذا كنت أخافها , هل هي الفطرة ان يهآب الصغير الكبير ؟ ضائعة أغلب الوقت أنا , وعيني لاتبتعد عن وقع خطواتي وتلزمني حركتي التي أدس بها شعري خلف أذني كمحاولة لطمئنة النفس ..!
تغيرت وكأنني أخرى , منذ ان قاطعتها وهي تتحدث لـ أبرهن اني من قبل ان تتحدث عن كل نقطة فـ اني علم بها مسبقآ , متسمرة أمامها .. ونبرة صوتها تعلو وكثيرآ ماتنخفض ’ نسيت البرد .. وعدت أعبث في قلبي عن مشاعر أكنها لها , تيقنت أنها جميلة .. ليس هو جمال ظاهر إنما جمال روحي منبعث من داخلها , لآ أشعر انها سعيدة .. و أعترف اني ظلمتها كثيرآ .
أمممممممممممم .. الأدهى و الأمر صحوة ضميري المتأخرة , لا أذكر تحديدا مالذي كنت اتكلم به عنها طعنًآ و لا اعتقد انه كان مشين لدرجة ان أعض أصابع الندم الآن .. لكنه كفيل أن أبحث عن طريقة أبحث بها عن التكفير , أريدها ان تسامحني ..
في مجتمع محصور كـ مجتمع الجامعات صغائر الأمور لاتصلك إلا بعد ان تتدحرج ككرة الثلج , تبتعد عن طريقها المتزحلق ولا تكلف نفسك العبث في محتواها لأن التراكم يجعل الأمر يكلفك الكثير .. ومايصلني عنك كان كذلك , لدي هبة من الله جائت متأخرة .. ولكنها جائت أخيرآ كي أعرف من أنتِ , ومن أحبه الله أحبب خلقهُ فيه وعيون الاطفال المتورمة من أثر بكائهم على رحيلك ترمقني بطرف يلوم كأن لي من الأمر شئ ..!
دخلت عرض الحديث وصديقتك تترجى الجميع بأن يثنوك عن الرحيل , وقلت "خليها عليّ" وصدقت ماقلته بأن قالت " والله انت’ عندك أسلوب .. وش دراكم يمكن ينفع أسلوب ... في الاقناع " صمت وكأنه غمرني الوحيّ , تخيلتني وأنا أعتذر .. كيف أبدأ وماذا أخص ...! لا أذكر في حياتي كلها سوى اعتذارات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة . وان كان فإني اكلف نفسي ماديا عنه كـ صدقة جارية , لكن أن أصف كلمات لأكفر عن فعل ... أووه , كم هو صعب الاعتراف بالأسف على نفس بشرية تقطن نجد !
مغناطيسية أنتِ يآ أمل .. و كأنك طبقتي على نفسك ماتسهبين في بثه على مسامعنا ..!
سأحاول جاهدة أن تقرأين ماطلسمت به في الأعلى , وحينها سـ تسامحين .. , وتغفرين , ونهايةً سـ تبتسمين بغمازة وحيدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق