الجمعة، 13 مايو 2011

سيكون من الافضل لنا الا ننام، لأن الحياة ستصبح أكثر عطاءا "



 
لماذا تُهدى لك لأشياء وتنساب نحو يديك بسلاسة الماء حين يبلغ قحطك مبلغ الموت
ويأسك منها حدّ الاحتراق و الترمد .

لا تزال تترد حكمة في أذني بصدىً يتعاظم مع كل واقعة أرد على أثرها خائبة , قالتها
من تسكن طريق الضوء خلف مقهى يحمل مسمى سمكةً ذكية .

"حين لا تريدين لشئ ان يصل بك سيركض حتى لا يدع لك فرصة الاستدارة و التقاط
الأنفاس" ..

لم أكن حينها أعي ان الركب سار بها من حيث لا تحتسب , وأن رحيلها كان إجبارا
 اختياريا ..

اقتنعت في ليلة و ضحاها ولم تفتح عينها الا و هي على مشارف رجل .. اتذكر انحنائها

لتقبل اقدام اسفلها الجنة ..علها تتراجعـ حين عاطفة والصفرة احتلت موطن الزهر في

وجهها .. ومن ثم حبتين تناولتها بعد صلاة استخارة تختتم بها علاقتي معها .. لتغدو

كائن لا يشبه نفسه ...!
للتوّ بدأت اشبه حياتها الأخيرة ..
 استجيب لحياتي الرتيبة حتى ان موري الشخصية المعلقة لم تعد تثيرني ولم اعد اواصل

 الطرق لعل الابواب تشرع , اسندت ظهري لها ورميت ثقلي على باب وحيد زعموا انه

 يعزلني عن التواجد بينهم .
والتفت للماضي , منذ متى وانا لم التفت اليه !
اعود لسريري كل ليلة فاقدة الحس حتى ان احلامي تبدو عصية التواجد .. ثم أستيقظ بلا

 مقدمات استيقاظ تذكر, منذ متى وانا لم اتثاءب او أتمطىّ .. او اتصنع اني  لم افتح

عيني بعد , اجد نفسي قد استبدلت المنامة بقميص بأزرار مغلقة حتى فمي ..!
آن الاوان ان ابعثر شئ , قبل ان اجبر على البعثرة .
بدأت بنبش درج صغير يحوي اقلام مكسورة و صفحات من انحاء الدنيا موقعة من

شخص خرج ولم يعد,كروت منتهية الصلاحية واكياس لا حلوى غير صالحة

للاستهلاك , أدوات تلزمني حين حضور شيطاني مريد .. و اخرى حين طيف ملائكي

رقيق !

اختصر لكم ....
قلبت محتويات غرفتي في كيس أسود عملاق .. واستودعتها السيارة البرتقالية الحزينة

دائمآ .. لم أجدني في غرفتي للأسف ....!

انزوي الى الآن في الأسفل بزاوية حضنتني قبل ست سنوات , كأنها البارحة ..
هناك الكثير من الأرواح هنآ .. طيف عمتي المتوفاة وخادمتها السمراء , وممرضتها

التي لم أشاهدها و المدلكة التي كانت تزداد اصرارا على تعذيب نصف عمتي الهامد اثر

 وعد من ابي بالمكافأة .
طيف أخي الاكبر أيضا الذي اهرب قبل ان يحل كل واحدة المساء .. ربمآ طيف أمي

الذي لا اميزه الا بحجاب ابيض رأيته في صورة أخيرة ..
وانا بين كل الراحلين اتعمد وضع الربيان واندس في الجدار , ويزداد صدري ضيقا

وشعبي حشرجة . وأنام تحت تأثير هدهدتهم جميعا , و اصبح لا ألوي على شئ ..
لأجدني اقف على غرفة يكسوها  الخشب وتعبق منها رائحة الكرز و القهوة .
هل استوعبت شئ من ما مضى ...!
لا تكترث , ولا أنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق