أعلم انه يجاهد في تمثيل ابتلاع تلك اللقمة , أراها تتجول في فمه و تمكث أكثر من مايجب, نسبح انا وهَو في بحرمخاوفنا عليها ونتعلق سويا بقشة .. كل منا يدير عن الاخر وجهه و يختلط ملح دموعنا بملوحة الموج ..!
أستغل أيّ مكالمة تطرق هاتفي , انا التي أتمنى ان أصمته عن الرنين في الآونة الأخيرة , أهرب بخطى وآسعة لخارج تلك الغرفة التي تخنقني فيها أنفاسي لأخرس الرنين العمد وأشهق لاستنشاق مايعينني بقوة لسد سيلٌ على وشك الاندفاع !
أعود لأجله وكأن هناك من يدفعني للأمام , لدعوتي مفعول السحر .. تخطر على بالي احداهم , تردد : المعروف عند الله لايضيع يرسله هبات من السماء !
انزلق مرة أخرى لأشبع سؤاله عن لقيمات تعين جسده النحيل على الصيام و أنا أتسائل عن هبتي هذه المرَّه , هل يجوز وهب الهبة لمن أراه بحاجتها أكثر .. ان لم يكن اتمنى ان تستجاب لي دعوة .
لانحول بصرينا عن التلفاز الذي شاهدنا عليه نشرتي أخبار متعاقبة من قناتين مختلفتين , أتعمد رفع الصوت وكأن الصوت بشرٌ معنا يقفون حاجز بيننا وبين مانخشى و ننتظر , نختلس النظر الى الساعة وتصطدم أعيننا هناك .. وبعدها تغرق عينايَ ويزفُر .
القلق الكامن في كل نظرة تترقب انبلاج ضوء من خلف الباب يجعل الوقت مثل كائن لزج ينحدر بصعوبة .
يطرق سمعي صوت أخاها : أمي !
ويلتقط ابي كرة يفرغ فيها انفعاله .. ينهال عليه ضربا بكلمات بعيدة المدى , متى ستصبح رجلاً َ ..
أبي . رجوتك ! ليس الآن .. كل اوضاعنا لاتسمح ...
يعود بعد ان ينال نصيبه من القلق الى مرقده و يلتف على نفسه كشرنقة .. ووجهه في الأسفل . استندت على الباب انتوي ايقاظه , ووقفت بحلقي الكلمات !
تركته كما هوَ
لابد ان يعرف ماحصل قريباً .., لا أريد ان اكون المصدر
خروج أمه و أخته الكبرى في هذا الوقت من المنزل أمر لم يمر يوماً في عمره الخامس
عشر ..!
غيبوبتي اللاارادية تعرف الطريق جيدا الى عينايَ شكرا ايها المفر النفسي ...
يا أحلامي كوني لي عوناً
..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق