الخميس، 29 أبريل 2010








- حاولت ان انزل من السرير وشعرت بعدم ثقة , لأول مرة أشعر ان جسمي مائي اكثر مماينبغي !



- كنت افكر ان انا استمريت بهذا الصمت الفعلي , فـ عليّ أن اتبرع بحنجرتي لاقرب جمعية رفق !



- كانوا يقولون لنا حين نعبر عن راينا بالكراهية تجاه احد "لاتكرهه بل اكره مايفعل"  , مضينا بعدها ونحن لا نكره سوى مايفعلون !



- اخي صار يمضي الحياة كما يريد , احيانا تاجر اسلحة , بعد سنة تاجر اجهزة لاسلكية ..تاجر مواشي بعدها بعام , ثمَّ بلا تجارة !

إحدى الخصال الوراثية التي تجعله يمط شفتيه ويهز براسه مبتسما حين نذكرهُ بها , ورثها عن جدي لامي , اشتعل راسه شيباً وهوَ في العشرين وبعد الثلاثين صار رجل ثلج طيب القلب .



- بدات في قراءة النشرات الطبية داخل علب الدواء لعلها تقضي على بعض الوقت بالمتعة في معرفة تفاصيل ما اتجرعه من مرارة , نفس النشرات التي لا استطيع دائما اعادتها كما كانت .

لم يعنني النوم اليوم بأي شكل , و أي وقت يكفيني لانتتهي من مهام الشخير لأبحث عن جداول جديدة للحياة .



- في اليوم الخامس بالتحديد وفي الثامنة صباحاً , كنت قد افقت مشبعا بالنوم , لم استطع الوقوف وشعرت كأن الغرفة تسّرع حركة دوران الارض . وهذه الحالة اعرفها حين اسرف في كحول جديد .

حاولت ان اقف لكني لم استطع !



- حتى هي لآحظت ان مزاجي الذي احاول السيطرة عليه قدر المستطاع , أصبح جنائزيا وصرت ادخل في نفق الكآبة سببته لي وجوه الأطباء ورائحة الادوية و وجوه الممرضات والغرف و الممرات بالاظافة الى الالم الذي حاولوا السيطرة عليه بالمسكنات.



- رايت وجهه اول ماستيقظت في غرفة مستشفى جديد له رائحة يسدها انبوب الاكسوجين .

كانت عيناه وآسعتان أكثر من قبل ومحمرتان أكثر مما يجب .

منذ متى وانا هنا ؟

لم أسال ولن اعرف ابداا !

أذكر مثل فيلم مشوش , حين نزعت ببطء غريب , الأنبوب من أنفي ولم أكمل بعدها الحلم !



- لم يغب عن جانب رأسي لكن الكلام كان صعباً عليّ معه , ولا اعرف سبب كل ذلك سوى ان المرض اصبح هجرة جواميس تضرب بحوافرها أرض دمي .

ماذا فعلت معه حين رأيته  بعد غياب ؟

ماذا فعل مغي ... !

نصف الوقت اتجرع مرارة الانابيب وكلما هممت بالحكي معه وجدت حلقي مجروحاً .

أصحو احيانا على عينيه وهوَ يراقب حركتي قبل الصحو ويقف على قدميه مقرباً وجهه لي وواضعاً يده على صدري أو في قبضتي .



- لا اخفي انه بالنسبة لي يعني العالم بتمامه او ابعد من ذلك بكثير !



- الوصية :

اكتب النهاية كما تريد , كما تُحب أو اكتبها كما نُحب معاً ومثلمآ علمتني , كنت اتمنى ان اسالك كيفك ؟ لكنني اعرف انك تعيش لا كمثلي على الأقل !



- قال لي انه يريد جرعة ماء وجلبته له .

بكيت  و هذه لم استطع ان اسكت عنها ولا ان امحوها بعد ان كتبتها ..!

بكيت وعرفت انه يسمعني وانا اعطيه ظهري رغم انني حاولت ألا ابدي صوتي .

حين وقفت امامه لاعطيه الماء .. الممنوع عنه , وأعدل من وضع سريره مدّ يده اليّ ومسح دمعة واحدة لم استطع أن أمسحها ولا ان اخفي لمعان محبتي له فيها .

قلت له اشرب . وابتسم !

طلب مني ان اقرب له رأسي ودعكه .. قبل ان أنفجر ,



- تمنبت فعلاً ان اعرف اخر فكرة تلاها كـصلاة أخيرة , وندمت على انني لم أت قبل موعدي الذي اتاخر عنه دائما بندم بالغ .

ياله كل الوجوه التي تركها اهلها ليلفها بكاء حزين لاينقطع.

كان وجهه بارداً مثل كل الاحياء الاخيرين ومبتسما مثل كل الموتى الاولين .



- اعرف انني لم اغادر الممرات ا لا  لبوابة الطوارئ واجلس تحت مظلتها متقيا المطر اراقب الناس وافكر بالغرفة المغلقة على جسد يحمله الان طائران لا شكل لهما سوى النهايات و اعرف تماما انه لم يمض اليوم الا وانا في غيبوبة ادركت فيما بعد انني اخذت مهدئاً طبياً جرعة "مورفين" قبل ان استيقظ مساء في غرفتي .







.



كانت هذه سطور من رواية رافقتني ليوم واحد فقط , قرأتها بنهم وتخيلت ان البطل غازي القصيبي ! لا اعلم لماذا ....!

اريد ان اعلم .. هل هي حقيقية .. بشهادة الصور ؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق