في عالم التدوين نرى الحقيقة .. وحين نخرج الى الشارع او نجلس في مكاتب العمل , نلتقي اشخاصا افتراضيين .
في الحياة ( الافتراضية ) التي نعيشها في روتيننا اليومي , نغسل وجوهنا فلا نتعرف على انفسنا الا بصعوبة بالغة .
فقد ارهقنا القاع الذي نرتديه و الصمت الذي يتلبسنا حين نكون احوجـ مانكون للكلام .
ونحن ( نصمت ) احيانا فيفلت منا الحب او تضيع صرخة الاحتجاج ... يا للغباء المبتكر!
الصورة تختلف حين نخلو الى مدوناتنا ونلتقي من نصادق في عالم التدوين .
" و الطيور على اشكالها تقع " .. تلك حكمة تتكرر بدقة ساعة سويسريه.
الان نكشف اساءات من خلطوا في اذهاننا بين اللذة والالم , من خلقوا كلماتنا و قهروا مشاعرنا و ألبسوها ثياب السجن , ورموا بنا خلف قضبان الزنانين التي تسمى مجازا منازلنا .
هنا نكون طبيعين و حقيقين و صادقين .. لانخجل من ضعفنا .. ولا نتحرجـ من أسرارنا.
هنا نخلعـ عن انفسنا ملامحنا الجاهزة كالمعلبات , وثيابنا التي تختبئ داخلها في سلعات النهار .
نصبح عراة ... نعم . لكننا الآن فقط حقيقيون و صادقون .
التدوين نافذة نظل منها على الاخرين , لعلنا نرى أنفسنا بشكل أفضل .
وعلى وجه مدوناتها تظهر ملامحنا التي حاول الاخرون طمسها .. وتنتهي لعبة التواطؤ التي مارسناها طويــــــــــــــــــــــــــلا .
يتساؤل البعض : لكننا لانراكم .
متى كانت الرؤية هي اليقين
الكلمات هي الحبر الوحيد ليقيننا .. هي الريشة التي تطير فتتحول الى فراشة ملونة وحين وحين تهبط على قلوبنا لاتحتاج مظلة , فهي تعرف بالضبط مرفأ الخفقة التي يهتز لها كياننا و تجتاحنا بطوفان نرفع له راية الاستسلام ونغمض عيوننا ونبتسم في خدر لذيذ .
أجمل مافي محبة المدونين انها لاتطلب ثمنا .. لاترغب في اسمائنا واجسادنا , ولاتلهث وراء شهرتنا او جيوبنا .... هم فقط يحبووننا .
كلماتهم تعانقنا , وتقدم لنا دعوة مفتوحة للبكاء على قمر أكتافهم وقتما .
وعندما تعانق كلماتنا فضاء التدوين تولد مجرات و افلاك جديدة ..ونصبحـ أكثرعافية و عنفوانا ..تظللنا سماء صافية نحني ظهرنا في تواضع حتى لا نخالط زرقتها .
"التدوين" كلام عزيز علينا , اشتهيناه دوما .. دوما خشيناه حتى اقترفنا الكلام جميع الكلام ... سواه !
انها ايامنا بكل مافيها من انتصارات صغيرة وانكسارات اكبر , و كلام حبيس تركناه فرخ حمام جريح , حزين .. أسير الشفاة , وكان يلوح من خلف أسوارنا , من بعيد ونحن العصاة قساة القلوب , نحاول ان نتجاهل عمداً نداءة , و نجهد الا نعير تهدجه اصواتنا ماستطعنا أي انتباه .
إنه الكلام الذي الذي لكثرة ماقد قسونا عليه عليه نكاد على شفتينا نرى دمه ! انه شهادتنا التي نولد بها من جديد .. ولآدة نحتاجها أكثر من أي وقت مضى .
في مدوناتنا تكبر نافذة الحياة في وجوهنا , ونحن نبحث عن الينابيع الدفينة , رحلة استكشاف تعيننا اولا على سبر اغوارنا , و إعادة ترميم "بقايا طفولة " ولت وربما بقايا حياة ستجئ .
الآن , نتلخص من حصان خشبي خشبي اسمه : أقنعة الحياة .. الآن تحطم الاسماك حوض الزينة وتخرج عن صمتها بفضل نقرات خفيفة فوق الحروف .
الآن فقط نملك حياة تكفي لقراءة الكتب التي تنتظرنا .. و معرفة الناس الذين يحبووننا بصدق .
تدوينة بعد أخرى , نرفع بحذر طرف الرصيف القديم كي نطمئن على آحلامنا المخبآة .
من يوميات ياسر طلعت , صاحب مدونة "قبل الطوفان" التي فازت بجائزة الجمهور كـ افضل مدونة عربية في العام 2008 .
مقتبسة من : يوميات ساحر متقاعد .
الكلمات اكثر من رائعه بس الصوره شنيعه:)
ردحذف