منذ فترة لم أمسك كتاباا .. واعتقد ان لـ عزيز تاثير كبير في مزاجي للقراءة .. اثناء التقاطي لـ اوراق الشوكلا اللامعة من تحت الوسادة اكتشتف اني اضعت شيئا بـ لون الورد .. طرف منه يحثني على انتشاله من تحت قاعدة السرير .
هل خوفي من تناثر اسرااره حثني على ابعاده عن ايدي العابثين بـ دفنه هناك !
اوخشيتي من ان يرشد الجميع الى من اكون وما ينقصني بـ ذاك اللون الرصاصي العابث بـ خطوط ودوائر و اسهم ومشاعر امثلها في الـ :( او :) وطلاسم بلا انتهاء .
بسيط تعبير ( أروى خميّس) وبساطته تعني انه سيلامس جميع الاسطح بـ عفوية , برووية حتى يصل الى الاعماق ... وينبش هناك مخرجا ذكرياتك بسرد يجعلك ترى كل موقف بعينين .. عين الطفل و المراهق .. وعين الكبير الوالد !
الرسائل التي اختارات لها خطين مختلفين .. برمزية الخط الاول ذا الزوايا الحادة كـ عين الام المتعجبة من قطعة قلبها تكبر وتتجاوزها طولا .. وخط بـ انحناءات مستديرة و نقاط متباعدة كـ اختلاجات طفلة لاتنفك يدها اليمنى عن اصابع امها و تتطاول باليسرى كي تصل للعالم .
رصدها لتفاصيل ايام عالقه في راسي يجعلني اشك ... يجعلني اتساءل هل عاشت ايامي حقآ .. ايامي الفقيرة من الام حاكتها وجعلتها كـ رداء الصلاة لـ طفلتها ترتق الشقوق التي يخلفها الواقع في نفسها .. ثم جعلتني اتامل الفتاة تتعلم الركووع والسجود وهي تكتسي من كل الفضول الذي كان يلح علي ولم تشفه اجابات الأّ منها !
اقتنيت الكتاب ثاني ايام رمضان من مكتبة جرير ضمن مجموعة كبيرة .. شدني لون الغلاف اولا .. وحجمه المختلف عن بقية ما سند على الرف .. محدودية اوراقه البالغة الـ 105 والفواصل في داخله جعلني اعامله كـ الوجبة الخفيفة بين رواية و اخرى !
راقتني فكرته .. رسائل موجهه من ام الى ابنتها وخلفها وبنفس الفكرة تترجم البنت ماوصل الى راسها الصغير من فكرة امها بعفوية ..
ان لم يكن باستطاعتك صياغة عبارات كـ هذه والا فـ الكتاب يستحق الاقتناء ومن ثم اهدائه الى من يستحق ابنة .. طالبة .. صديقة !
ويكفي ان المرحوم غازي القصيبي كتب بخطه الجميل :
لاتوجد علاقة حميمة دافئة تشبه علاقه الام بابنتها . ولاتوجد علاقة تحمل العقد و مزالق سوء الفهم كعلاقة الام بابنتها . وفي هذا الكتاب الجميل (لا اجد كلمة اخرى ) يستمع القارئ الى حوار مهموس , جرئ خجول , صريح خفي , ضاحك دامع بين ام و ابنتها . سيدهش هذا الكتاب كل أم .. وكل بنت .. وكل اب .. وكل ابن ... كما ادهشني ..
اروى ...! شكرا
من السطور ..
-اي رحمة ساقها الله ليذكرني مرة ثانية ان الاطفال هم الاصدق .. و الانقى .. والوجه الفرح الناصع منا !
-كيف يمكن ان يصبح كتفي المائل هو الجدار الذي ينبغي ان تستند عليه مدينتك الشاسعة !
- اهذا ما اردته يوما من الحياة ؟
لماذا علي ان اقوم بكل ادواري كـ انثى بافضل وجه دون ان يكون لي الحق في الشكوى و التمرد !
عذرا ابنتي .. فـ هذا حديث لا يناسب عمرك مهما كان .
انه فقط لمن تجاوز مثلي عمر الاحلام وبدا بالتشبث بآخر السحب الهاربه كحل وحيد .
صدقيني ... لست في مزاج جيد لاكون أماً اليوم !
- قلت لي بجملة مختصرة : " انا اليوم حلزون "
وسالتك مامعنى ان تكوني حلزوناً ..!
قلت لي بصوت لايبدو انه صوتك .. " هذا معناه اني حزينة .. ليس لي مزاج لفعل اي شي .. ليس لي رغبة بالحديث .. وافضّل الجلوس وحدي "
-فلسفة الاخطاء لاتكون الا بعد حصد النتائج !
-الا ترين يا امي اني لازلت صغيرة اتعلم فلماذا كل هذا التشنج تجاه اخطائي !؟
هبوني انطبااعاتكم .